ليلة في المطار
في إحدى المطارات في بلدنا الحبيب ذهبت ليلة العيد لاستقبال شخص ما فكان هناك أعداد كبيره من الناس منهم من يريد استقبال أناس لهم ومنهم من يريد توديع أناس لهم أيضا .
حيث حدث تأخير على موعد الطائرة القادمة فاضطررنا للانتظار ومن بين المنتظرين مجموعة شباب لايتجاوز عددهم الثمانية يلبسون اللباس العربي الأصيل والكل في المطار ينظرون إليهم نظرة استغراب على أساس أنهم بدو أو غير ذلك من العبارات التي تطرح في هذا الصدد .
فقام هولاء الشباب بترتيب أنفسهم وبداؤا يغنون الأغاني الأردنية الاصيله (الهجينة والسامر) ولمدة ساعة ونصف تقريبا من الغناء المميز والمنسق والجميل وباستمرار دون انقطاع بشكل أثار إعجاب جميع من في المطار فالتف الناس حولهم بكل إعجاب وسرور واستمروا إلى أن وصلت الطائرة وقام الجميع بشكرهم بحرارة شديدة . فكان عندي فضول زائد أن اسألهم من أي منطقة في الأردن فقالوا نحن من محافظة الطفيلة وشكرتهم وذهبت .
ياالله كم فرحت وكم شعرت بان الدنيا لسه فيها أناس يحافظون على تراثنا الغالي الذي أوشك على الانقراض وكم شعرت بالذنب تجاه تراثنا الذي قصرنا في حقه كثيرا إذ أصبحنا نعتبره مودة قديمه أو نعتبره متخلف أما أغاني المطربين فهي حداثة .
نحن ابتعدنا كثيرا عن الطريق الصحيح الذي نبني على أساسه المبادئ الصحيحة ونبني به شخصياتنا القوية ومنها إمكانية بناء أسرة ومجتمع مرتبط بثوابت قوميه ودينيه وتراثيه تجاه بلداننا .
تمنيت من الجميع أن يكونوا موجودين ليمتعوا أنفسهم بالطرب الأصيل الذي يدل على أصالتنا وعمق تاريخنا وتراثنا.