نزار قباني

(نزار قباني )



أني قتلتك واسترحت


يا أرخص امرأة عرفت
وفي دمك اغتسلت
وأكلت من شفة الجراح ............. ...................ومن شفتها شربت
وطعنت حبك في الوريد............ ....................طعنته حتى شبعت
ورميت للأسماك لحمك
ولا رحمت ولا غفرت
لا تستفيئي وانزفي.............. .................فوق الو ساد كما نزفت
نفذت فيك جريمتي .............. ..................ومسحت سكيني ونمت
ولقد قتلتك عشر مرات ............. ................ولكني فشـــــــــــــــلت
وظننت والسكين تلمع ......... .................في يدي أني انتصـرت
وحملت جثتك الصغيرة......... .................طي أعماقي وســــرت
وبحثت عن قبر لها ......... ...................تحت الظلام فما وجدت
وهربت منك وراعني ............ ...............أني إلـــــيك أنا هربت
في كل زاوية أراك .............. ...........وكل زاوية كتـــــــبت
في الطيب في غيم السجائر ..... ................. في الشراب إذا شربت
أنت المقتولة أم أنا ................. ................حتى بموتك ما استرحت
حسناء لم أقتلك أنت .............. ............... وإنما قتـــــلت نفسي

[مرّتْ شهورٌ..

وأنا لا أعرف رقم هاتفكْْ

أنتِ تفرضين حصاراً..

حتى على رقم هاتفكْ..

تمنعين الكلامَ أن يتكلّمْ..

ترفضين صداقةَ صوتي..

وزيارةَ كلماتي لكِ..

إذا كنتُ لا أستطيع أن أزورَكِ

فاسمحي لصوتي..

أن يدخلَ غرفةَ جلوسك

وينامَ على السجّادة الفارسيّة..

أنا ممنوع..

من دخول مملكتك الصغيرة..

فلا أعرف في أيِّ ركن تجلسينْ

وأيَّ المجلات تقرأينْ..

لا أعرف لونَ غطاء سريرك..

ولا لونَ ستائرك..

لا أعرف شيئاً عن عالمك الخرافيّّ

ولكنَّني أخترعه..

أضع الأبيضَ .. على الأحمرْ

والأزرقَ .. على الأصفرْ

حتى أصبحَ عندي ثروةٌ من اللوحاتْ

لا يمتلك مثلَها متحفُ اللوفر..

ولكنْْ..

إلى متى أظلّ أخترعك

إلى متى؟

أظلُّ أصنعكِ من خلاصة الأزهارْ

كما يفعل بائع العطور..

إلى متى أظلّ أجمعكِ..

قطعةً .. قطعة

من حقول التوليب في هولندا..

وكروم العنب في فرنسا

وهفيفِ المراوح في إسبانيا.. color=red][/color]

[cعندما تكونينَ برفقتي

أحبُّ أن أتجاوز جميعَ إشارات المرور الحمراءْ

أُحسُّ بشهوة طفولية

لارتكاب ملايين المخالفات..

وملايين الحماقات..

عندما تكون يدُكِ مطمورةً في يدي

أُحبُّ أن أكسر جميعَ ألواح الزجاج

التي ركّبوها حول الحُبّ..

وجميعَ البلاغات الرسمية

التي أصدرتها الحكومة

لمصادرة الحُبّ..

وأشعرُ، بنشوةٍ لا حدود لها

حين تصطدم نثاراتُ الزجاج المكسور..

بعجلات سيّارتيolor=red][/color]