أول حروب الضياغم( الجزء الأول)

أول حروب الضياغم

كان شهوان وراشد أبناء ضيغم الثالث بن منيف بن شهوان بن منيف بن ضيغم الثاني بن منيف بن سلطان العبيدي ( الملقب بالمهاجر ) بن ضيغم الأول .
وقد عاش شهوان وراشد أبناء ضيغم في القرن الخامس الهجري تقريبا وكانت لهم صولات وجولات وضرب بشجاعتهم وكرمهم المثل ولم يكن لهم في هذا المجال منافس.
وكانت لهم السيادة والرئاسة والإمارة على الضياغم .
رأى شهوان في المنام رؤيا مؤداها أنه سينجب ولدا يتسبب في الكثير من المشاكل والحروب بين الضياغم أنفسهم .
وتحققت الرؤيا وولد له عرار بن شهوان , وعندما كبر عرار تحقق الشطر الأول من الرؤيا ونشبت الحروب بين الضياغم أنفسهم . [
كان لشهوان عدة أولاد وهم عرار وفارس ومحمد .
أما راشد بن ضيغم أخو شهوان فكان أولاده هم عمير وعقيل وحجاب وحميدان وسلطان .
بدأت أولى المشاكل وكان سببها عرار بن شهوان وهويتحدى إبن عمه عمير بن راشد . فقد حفر حفرة واسعة وتحدى عمير أن يقفز فوقها . وكان عرار طويل القامة بعكس عمير كان قصيرا .
قال عرار لعمير ليقفز كل منا إلى الناحية الأخرى من الحفرة, ومن يسقط منا فيها نذبح ناقته ونطعمها للرجال .
وقفز عرار قفزة قوية أوصلته إلى الناحية الأخرى من الحفرة وتبعه الآخرون وعندما جاء دور عمير قفز وسقط في الحفرة 000 وهلل عرار ورجاله فرحين وعمدوا إلى ناقه عمير فذبحوها .
وبعد أن ذبحوا الناقة نهض عمير من بين الجماعة ووقف على حافة الحفرة ثم قفز بقوة فأصبح فى الناحية الأخرى من الحفرة !!!
وتعجب القوم وسألوا عمير في دهشة : كيف إستطعت أن تقفز الآن وقد عجزت في المرة الأولى ؟
وضحك عمير وقال لهم : لقد رأيت القوم ليس لديهم طعام فأردت أن أطعمهم ناقتي وتعمدت السقوط في الحفرة لأقدم لهم سببا وجيها لنحرها !
وأكبر الرجال كرم عمير وشهامته ولكن ذلك لم يعجب عرار الذي أخذ لحم الناقة بعد نضجه ووضعه في القلص وعلقه عاليا على الشجرة , وصار يمد يده ويأخذ اللحم ويوزعه على رجاله وهو يقول متحديا عمير:
كولوا ياطوال 000 واقمحوا ياقصار
وكان يقصد بذلك عمير لأنه قصير القامة
وقام عمير وأخذ سيفه وضرب به الحبل المعلق به القلص وهويقول :
كولوا ياطوال 000 من بذل القصار
ولم ينته الأمر عند هذا الحد فقد إستشاط عرار غضبا وأضمر لعمير الشر
وإنتظر عرار عمير حتى نام وعمد إلى جوخته وصار يمسح بها سواد القدور من خارجها
وكان عمير يتصنع النوم وهو يرى مايفعله عرار بجوخته وقرر أن يثأر لنفسه .
وإنتظر عمير حتى نام عرار وتناول أحد القدور التي بها المرق المغلي وغمر فيها فم حصان عرار المسمى (مشهور ) - (وهو من خيول العرب الأصيلة وسوف نتطرق لقصة مشهور في المواضيع القادمة)
وكلحت شفتا الحصان من شدة حرارة المرق وانفرجت الشفتان وبدا الحصان وكأنه يضحك .
وعند اليوم التالي عيَر عرار عمير بجوخته الملطخة بالسواد فرد عليه عمير :
من سببها يضحك حصانك مشهور !
وإلتفت عرار إلى حصانه فوجده فاغر الفم وقد كلحت شفتاه من شدة حرارة المرق .
ودبت الفرقة بين عرار وجماعته وعمير وجماعته
وفي هذه المناسبة قال عرار هذه القصيدة يروي ماحدث ويندب حظه ويلوم نفسه لما سببه من فرقة وحروب بين الضياغم يقول عرار :

بديت بجـاد ودمعـي حشـاد===وعيونـي بالدمـع مغـرقـات
ياليت شهـوان ماجالـه عيـال===ولاجاله من الصيب كود بنـات
ياليتني مـن ورا الهنـد يـوم===جزا ماجعلت الرفـاق شتـات
ياطلحة الحزم لاسـال سيلـك===ولالالعن حـدرك السامـرات
أول عيـانـا وقـلـة هـدانـا===نعلق غدانا بشـرخ الغضـات
جمعنا الشحم واللحم في قلصنا===وقطع عمير غصون الطايـلات
فنشه عميـر بسيـف صقيـل===حديد الشبا مهوي للضاربـات
وقال كولوا ياطوال بذل القصار===وعاداتنـا نقصـر الطايـلات
وقال إن ذي عادتي مـن قديـم===وقال القـدا ياعيـون البنـات
وركبوا على مكرمات السبايـا===وركبنا على مثلهـا مكرمـات
وتلقى الظل من فوق العرايـش===نـور علـى رمـة حايمـات
وحطينا العنان بلحي الحصـا===نرحى تقادح من حب الشـرات
كنه إذا صـف ذيلـه وراسـه===غنوج تراضى للعـب البنـات
أمه الطفوح كنه البارق يلـوح===وابـوه الأدهـم مـع الأولات
لـولا عنانـي وقـوة بنـانـي===غدا بي حصاني مع الطايـرات ]

المرجع
كتاب شعراء وفرسان من الصحراء
للمؤلف
محمدالهاجري
الصفحة 110