ليس في الغرب المريض ، المعادي للاسلام وللمسلمين وللعرب ، والحريص على الترويج لكل قيمة تحط من مقدار الانسان العربي والمسلم وترفع من قيمة ومقدار الشذوذ والتناقض والفوضى في المجتمعات العربية والاسلامية.
ليس في الغرب وحده يريدونهن أو يفضلونهن بلا حجاب ، بل هنا أيضا.. أصبحوا "يرطنون" بمثل هذه المصطلحات في خطابهم الاعلامي الدعائي الموجّه ، المنسلخ عن كل ما هو عروبي وإسلامي بل وأخلاقي.
إن كان المطلوب عملا يعتمد على "تسليع الأنثى" ، أي أن تكون الأنثى مجرد سلعة لسلسلة من حلقات امتاع ، ونزوات وشطحات.. فيجب أن تكون تلك الأنثى خارجة عن كل المألوفات ، خروجا شكليا ومعنويا ، أي يجب أن يكون لدى الفتاة "السلعة" كامل الاستعداد لان تكون للفرجة.. يعني من الآخر (مطلوب بنات حلوات..).
في الوقت الذي تشن فيه بعض الجهات المعادية ، في الغرب وفي الشرق وفي الوسط والأطراف ، حملات مسعورة ضد الاسلام ، وضد لباس الحشمة والعفة الذي ترتديه بنات العرب والمسلمين ، أعني اللباس الذي نراه في مجتمعاتنا وترتديه غالبية عظمى من نسائنا وبناتنا.. في الوقت نفسه ، تطل علينا إعلانات تجارية مدفوعة الأجر ، ومن خلال صفحات وشاشات وسائل إعلامنا المحلية وغيرها ، لتقول أن مستشفى في بلد شقيق بحاجة لممرضات للعمل فيه ، على أن لا يرتدين حجابا،،.
واسمحوا لي هنا بأن أشكك في أنه مستشفى،، ربما حدث خطأ ، وتناقلته بغباء بعض وسائل إعلامنا ، من دون تثبت أو رقابة أو ضمير ، انهم يحتاجون نساء للعمل بمهن لا تتطلب الظهور بأي حجاب،،، أو أن المهنة تتطلب أن تكون الفتاة سافرة الشعر والرأس والفكرة والشخصية.. الخ.
أنا شخصيا ، لا أدعي المسؤولية عما يلبس الناس ، أو عن كيف يمارسون حرياتهم ، لكنني بالضرورة ضد الاعتداء على حرية الآخرين ، وتحديد أنماط تعاملهم مع عالمهم ، ولعل الدعاية التجارية العالمية الموجّهة ضد كل مستقر وجميل في هذا الكوكب ، عملت منذ القدم على تسليع الأنوثة ، وهذه قصة تخضع أيضا لمقاييس الحرية ، لكن عندما يتم نشر إعلان في هذا الوقت بالذات ، تطلب فيه الجهة المعلنة بنات للعمل ، وتشترط في ذلك الاعلان أن لا ترتدي تلك البنات حجابا ، فالقصة فيها تعريض بالحجاب وبمن يرتديه ، واعتداء على حرية اختيار الناس لطريقة حياتهم ، وكان الواجب أن لا يتم نشر ذلك الاعلان "المسخرة" ، الذي يشكل تشهيرا بالحجاب وبمن ترتديه أو تفكر بارتدائه.
ماذا يجري هنا؟،.
ألا تلاحظون أن "في اشي غلط"؟،.